رواية الحزام...دراسة ادبية مبسطة

مقدمة..
ولد أحمد أبو دهمان (كاتب رواية الحزام الشهيرة ) في إحدى القرى النائية
في المملكة العربية السعودية قرب جبال عسير ....القرية التي تحظى بالجزء الأكبر من روايته.
يقيم الآن في مدينة باريس وكان قد غادر إليها بعد أن أكمل تعليمه الجامعي في الرياض...
قام احمد أبو دهمان بنشر روايته (الحزام ) باللغة الفرنسية والتي صدرت عن دار غاليمار والتي تعد من أشهر دور النشر وبالتالي فهو أول كاتب من المملكة يقوم بنشر رواية باللغة الفرنسية مفتتحا بذلك عهد دخول الجزيرة تاريخ الأدب الفرانكفوني
---- نالت رواية الحزام اهتماما بارزا لدى الأوساط الفرنسية الأدبية إثر نشرها وانشغلت بها الصحافة آنذاك ،كما ترجمت الى عدة لغات فيما بعد.

البنية الفنية.........
تكهنات في حضرة العنوان :
إن عنوان الرواية سواء كان معرفا أم لا فهو ليس بمحض ناموس الجماعة الذي يحيط بالقبيلة أو القرية في تمازج معين بل إنه يشكل جزءا رصينا ورئيسيا داخل الحدث والذي يستحق تتبعا جغرافيا ونمطيا في مستوى المتتاليات الدلالية والطبقية للصيغ بين (الحزام ) و (حزام ) بما يتضمنانه من بلاغة جناسية ومسافة تأويلية واسعة .
من حدث وجيز في الرواية يمكنك أن تلحظ تماما كيف أراد الكاتب أن يعزز فجوته التفسيرية بين المصطلحين في حين نرى أنه يشير في الخاتمة الى كبير القبيلة (حزام ) ،و(الحزام) في دلالته الروائية هو ذاك الشيء الثمين والذي بدوره ينم عن العادات والشرف في حين يتجه الكاتب في نهاية الرواية الى تعليق الحزام بالجانب الأقرب لصورة جدارية

الأسس البنيوية :
تبحث الرواية جدليا في التحولات الاجتماعية الناتجة من تقارب الأفق العقلي والتجديد الذي لبى بدوره كافة المستلزمات العصرية من العلم والتعليم والامتدادات العرقية الكامنة في الأعماق...
ومن ناحية أخرى فإن القصدية أو المباشرة لم تكن لتطفو في جوانب الرواية المختلفة بشكل أو بآخر لتشعرنا بالمضرات في كشف المحجب من عادة وتقليد جال في أرجاء الرواية ...
إن الرواية تنحى ودون شك باتجاه النقد الجذري للبيئة النسقية العامة وبالتالي تميزت بالتصنيف المبدئي على غير الروايات التي تعترض القاع الاجتماعي للبيئة ....هنا أقصد في الرواية تكون التداخلات الزمنية تجري في مناخ معين على ارتياح تام في طرق كثيرة تجلت بالمصادفة بين عالمين أحدهما قد ينتمي للماضي دون انقراض وثيق والآخر يتشبث بجذر وطيد صار ماضيا ذلك التواصل الارتباطي الذي يميزه بالديمومة المستقرة.
نعم هذه الرواية عين ، لم يتسنى لنا من مكان آخر أن نرى بلادنا بوضوح أو نرقبها عن كثب .
أحمد أبو دهمان و(الحزام) أدخلنا الى عوالم الذات بإبداع ما .....
حين أطل على قريته من خلال ثقافة ولغة مغايرة فبقيت تلك الإطلالة
تنز محبة ودون زوابع تعصف بالأحياء ولا تعيد إحياؤهم...

ملاحظة: صدرت الرواية باللغة العربية عن دار الساقي في بيروت 2001