الشجرةُ اليافعةُ
ـ رسمتِ الطفلةُ (أصالةُ) شجرةً يافعةً في أواخرِ الربيعِ، وحينما رأتها أمّها قالت:
ـ إنّها لوحةٌ جميلةٌ،
شجرةٌ رائعةٌ تُسرُّ النفسّ والعينَ، ولكنّها بِلا ثمرٍ.. لماذا يا بُنيّتي؟!.
ـ ابتسمتِ الطفلةُ أصالةُ وقالتْ:
ولكنْ يا ماما.. إنّها شجرةٌ يافعةٌ، مازالتْ صغيرةً، وسوفَ تثمرُ بعد سنتينِ، بالضبطِ بعد سنتينِ، ستجدينَ الثمارَ اليافعةَ معلقةً بأغصانِها، هُنا.. وهُنا.. وهُنا.. وهي تشيرُ بإصبَعِها إلى اللوحةِ..
ـ ضحكتِ الأمُّ وضمَّتْ طفلتها بحنانٍ وهي تُردّد:
سوف ننتظرُ.. سوف ننتظرُ يا أصالةُ..
صفحةٌ من مذكراتِ طفلةٍ
ـ زرعتُ لحفيدتي مناهلَ شتلاتِ قرنفلٍ وقلتُ لها:
بعد سبعةٍِ أشهرٍ ستزهرُ، ستمتلئُ الحديقةُ بأزهارِ القرنفلِ..
ـ في كلّ يومٍ كانتْ مناهلُ تسألُ وهي واقفةٌ قربَ شتلةِ القرنفلِ:
يا جدّي.. متى أرى زهرةَ القرنفلِ؟.
صبراً يا مناهلُ، لا تستعجلي.. بقي شهران، وسوفَ تتفتح أزهارَ القرنفلِ في حديقتنا بألوانٍ مختلفةٍ.. ستعجبُكِ حتماً وتثيرُ دهشتَنا..
ـ ولكنْ يا جدّي، أنا أُحبُّ قرنفلةً صفراءَ بلونِ الشمسِ..، فأنا أُحبَّ اللونَ الأصفرَ.. طيّبٌ.. ستكونُ هناكَ أكثر من قرنفلةٍ بهذا اللون..
ـ في يومٍ ما عندَما رجعتْ مناهلُ من المدرسةِ كانت المفاجأةُ..
راحتْ مناهلُ ترقصُ وتغنّي في الحديقةِ بصوتٍ عالٍ خرجتْ على إثرِ الضجةِ أمّها ووالدُها وجدَّتها وخالتُها..
قالت غصونُ: ما الأمرُ يا مناهلُ؟
آه يا ماما.. قرنفلةٌ صفراءُ تفتّحت في حديقتنا..، انظري إليها إنّها تتمايل ُ مع النسيمِ وكأنّها تحيّيكِ، وراحتْ مناهلُ تتمايلُ معها..
ـ لقد رأيتُها قبلَكِ منذ ساعةٍ، وكانتِ القرنفلةُ تنتظركِ يا بُنيّتي.. وسألتني عنكِ.
وأخرجتْ مناهلُ دفترَ مذكّراتِها الصغيرَ من حقيبتِها المدرسيةِ وسجّلَتْ..
في يوم الأحدِ، العشرينَ من آذارَ تفتّحتْ أولُ قرنفلةٍ صفراءَ في حديقتنِا زَرَعَها جدّي في أيلولَ الماضي..، ثم التفتَتْ إلى أمِّها وقالتْ:
ماما.. لو تسمحينَ لي أنْ أدعوَ عصرَ اليومَ صديقاتي لنحتفلَ بميلادِ القرنفلةِ الصفراءِ..
قالتْ خالتُها ياسمينُ: آه يا حلوةُ.. نحنُ أيضاً سنشارككن الاحتفالَ، وسأهَيّئُ كعكةً كبيرةً بهذهِ المناسبةِ..
&