قالت مصادر أن الديوان الوطني للحج، تلقّى من الديوان الوطني للسياحة قائمة بأسماء إطارات هذا الأخير الذين سيرافقون الوفد الجزائري في موسم الحج لهذا العام. كل شيء عاد قد تقولون. و هو عاد فعلا في الحقيقة لو لا أن في الموضوع شيء غير طبيعي على الإطلاق، و هو أن تلك القائمة تضم المدير العام للديوان الوطني للسياحة، و مدير المالية و المدير التجاري و أغلب رؤساء المصالح و حتى أحد السائقين حسب نفس المصادر !
الآن، قد نسلّم بأن كل هؤلاء القوم هم أكثر موظفي الديوان الوطني للسياحة كفاءة و من دون حضورهم بالمملكة العربية السعودية لن يتم الحج بسلام، أليس من حقنا أن نتساءل على الأقل: لمن سيسلّم كل هؤلاء مفاتيح الديوان الوطني للسياحة عشيّة سفرهم الذي سيطول كثيرا أم أنهم سيغلقون أبواب الديوان ؟!
ثم، ألم تنشئ الدولة ديوانا مستقلا للحج، فلماذا يظل هذا الديوان ملتصقا بالديوان الوطني للسياحة، و ما جدوى الديوان الجديد الذي خُلق خصيصا للتكفل بقضايا الحجاج الجزائريين و كل تفاصيل حجّهم إذا هو يبقى عاجزا عن فعل أي شيء من دون القوم الآخرين في الديوان الوطني للسياحة، و إذا ما كانت مشاركة هذا الديوان الأخير ضرورية لإتمام موسم الحج في ظروف لائقة، هل الديوان الوطني للسياحة مختزلا بالضرورة في شخص مديره العام و مديريه و رؤساء مصالحه المقرّبين ؟!
في سياق متصل بالموضوع، كشفت مصادر أن الديوان الوطني للحج قد عيّن إطارا سابقا في الديوان الوطني للسياحة، اُحيل إلى التقاعد منذ فترة قصيرة . و أضافت ذات المصادر أن هذا الإطار سيضطلع بمهمات على صلة بحجاج الجزائر، هي غاية في الحساسية و الأهمية و التعقيد، بينما الماضي المهني لهذا الرجل عندما كان بالديوان الوطني للسياحة يشهد له بشيء واحد و هو أن الجميع تنفس الصعداء عندما حان موعد خروجه للتقاعد، لأنه و بكل بساطة لم يكن أبدا في المستوى المطلوب. و من هنا تتساءل ذات المصادر: كيف يمكن لمن فشل طيلة مسار مهني كامل أن ينجح في مهمة تعاقدية، هي نفسها التي ظل دائما يخفق فيها ؟ و أجاب آخرون بالقول أن : الغيرة من هذا الإطار هي التي جعلت هؤلاء و أولئك يروجون مثل هذه الأحاديث السيئة عن الرجل !
كل عام، تحدث زيطة و زنبليطة عشية موسم الحج، مع فارق بسيط أنه في السابق، كان الهرج و المرج يحدث حصريا تقريبا داخل قطاع الشؤون الدينية، حيث يفعل " البيستون" فعلته التقليدية حتى وسط الأئمة و رجال الدين، لكن، هذه المرة ارتفعت المعارك إلى مستوى أعلى يجعل من الحج موضوعا سياحيا بحتا.و بينما لا شيء يشغل أناس الشؤون الدينية، عدا من سيذهب إلى السعودية و من سيبقى في الجزائر، يفقد قطاع غلام الله، مصداقيته يوما بعد يوم، ليس داخليا فحسب و إنما أيضا حتى أمام العالم. فقد كشفت مصادر مهتمة بما يحدث في وزارة الشؤون الدينية أنه و لا واحد من السفراء المعتمدين بالجزائر، الذين تنتمي بلدانهم إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، استجاب للدعوات التي وجهها غلام الله لحضور حفل اختتام مسابقة حفظ القرآن الأخيرة ، و بكل غرابة لم يستجب أيضا أي واحد من هؤلاء السفراء للدعوات التي وجهها لهم غلام الله، بغية حضور حفل " الفطور" الذي أقيم في آخر يوم من شهر رمضان المعظم.
