هذه الحكايات من النوع العنقودي، ذات الشكل المعقد، والتي تتوالد فيها الحكايات الواحدة من الأخرى
[b][size=21]ملخص الحكاية:يأخذ الخياط، الأحدب إلى بيته، فيموت فيحمله بمساعدة زوجته ويرميه في بيت الطبيب اليهودي، فيراه الطبيب، ويقذف به داخل مدخنة جاره المسلم مسؤول مطبخ السلطان، فيقوم المسلم بضربه ظناً أنه لص، وعندما يراه ميتاً يحمله إلى السوق ويتركه إلى جانب أحد جدران السوق.. فيراه سمسار مسيحي وكان سكراناً فيلطمه ظناً منه أنه يريد أن يسرق عمامته الجديدة فيمسكه الحارس، ولما قدم إلى المشنقة تقدم مسؤول مطبخ السلطان واعترف، ثم تقدم الطبيب اليهودي واعترف وهكذا.. ثم ظهر أن الأحدب لم يكن قد مات على كل حال وإنما كان مختنقاً. ((انظر كتاب دراسات في الأدب المقارن. د. داود سلوم ص78- نقلت بتصرف)).
وهنا تنتهي حكاية الإطار الأساسية وكان يمكن للقاص الشعبي أن يقف عند هذا الحد بعد أن تكاملت الحكاية فناً ومحتوى، ولكنه ولإشباع رغبة مستمعيه يستطرد في القص بحجة واهية هي أن هناك حكايات أعجب من حكاية هؤلاء، فيدفع بشخوصه إلى قص الحكايات أمام الوالي لغرابتها.. فتنشأ عن ذلك أربع حكايات من نوع ((حكايات التضمين)) وهي:
1- حكاية الشاب الذي قطعت يده، ويحكيها النصراني.
2- حكاية الشاب مقطوع الإبهام من كل يد ورجل، ويحكيها المباشر.
3- حكاية الشاب الذي امتنع عن الأكل- ويحكيها الخياط.
4- حكاية الشاب مقطوع الكف اليمنى- ويحكيها اليهودي.
ومن الحكاية ((التضمينية)) الرابعة تتولد ست حكايات من نوع حكايات ((خارج السياق)) وهي:
1. حكاية الخياط الأعرج.
2. حكاية أخوة بقبق.
3. حكاية قفه.
4. حكاية الجزار.
5. حكاية مقطوع الأذنين.
6. حكاية مقطوع الشفتين.
وقد وردت هذه الحكايات ليبرهن فيها ((المزين)) إلى الوالي صحة قوله: أنه أقل أخوته ثرثرة.
*** ***
د. الهيكل التنظيمي لحكاية ((الصياد))
عندما تولدت الحكايات الست السابقة ((وهي حكايات خارج السياق)) من حكاية تضمينية واحدة، فإن حكاية ((الصياد)) هي الأخرى تعمل في الأسلوب نفسه في توليد الحكايات؛ حيث نرى أن حكاية تضمينية واحدة تتولد منها ثلاث حكايات من نوع ((خارج السياق)). تنقسم حكاية ((الصياد)) إلى قسمين انظر (الشكل-5-) أحدهما القسم الذي يلتقي فيه الصياد بـ((الجني)) والقسم الثاني يأتي بعد القسم الأول مباشرة، عندما يلتقي الصياد بالخليفة عند إهدائه السمكات الملونة. في القسم الأول يخرج الصياد إلى النهر ويرمي شبكته وبعد محاولات فاشلة يصطاد قمقما، يخرج منه ((جني)) يحاول قتل الصياد لأنه قد نذر مع نفسه أن يقتل كل من يخرجه من القمقم فيحتال عليه الصياد، لأنه كما يقول مع نفسه: ((جني وأنا أنسي وقد أعطاني الله عقلاً كاملاً، وها أنا أدبر أمراً في هلاكه بحيلتي وعقلي وهو يدبر بمكره وخبثه)) ص15 عندها يسأل الصياد الجني عن كيفية احتواء القمقم الصغير لجسمه الكبير، ويطلب منه أن يريه ذلك، فتنطلي الحيلة على ((الجني)) ويدخل في القمقم، ويسرع الصياد ليغلقه عليه لكن الجني يطلب منه أن يخرجه مرة أخرى، ويتوسل إليه والصياد يرفض خوفاً من أن يقتله لو أخرجه مرة أخرى، لأنه لا يأمن منه كما كان الحكيم ((روبان)) في حكاية ((الوزير يونان والحكيم روبان)) حيث يرويها الصياد، وهي من الحكايات ((التضمينية)) وقد احتوت على ثلاث حكايات من نوع ((خارج السياق)) وهي:
1- حكاية ندم الملك سندباد على قتل الباز- يحكيها الملك يونان لوزيره.
2- حكاية الوزير الذي احتال على ابن ملكه- يحكيها الوزير إلى الملك يونان.
3- حكاية التمساح- وهي حكاية يريد أن يحكيها الوزير ولكنه لا يرويها كونه كان معتقلاً كما يقول: ((لا يمكنني أن أقولها وأنا في هذا الحال)).
هذه الحكايات الثلاث لا علاقة لها بحكاية ((الإطار)) بشيء وقد وردت لتؤكد على (الحسد) و(الاحتيال). أما الحكاية التضمينية الثانية. فهي حكاية ((أمامه مع عاتكة)) والتي يحاول ((الجني)) أن يحكيها لكنه يمتنع عن ذلك بسبب وجوده داخل القمقم. يقتنع الصياد بصدق قول ((الجني)) ويخرجه من القمقم، فيدلـه ((الجني)) على بحيرة أسماكها ذات ألوان متعددة، تحمل قوة سحرية. هنا ينتهي القسم الأول، ليبدأ القسم الثاني، حيث يصطاد الصياد سمكتين ملونتين يرسلهما هدية إلى السلطان، وفي المرة الثانية يسأله السلطان عن مصدرهما فيخبره بسر البحيرة المسحورة. يذهب السلطان للوقوف على سرها، يدخل البحيرة، ويتعرف إلى شاب مسحور، وهو ابن الملك محمود صاحب الجزائر.. ومنه يقف على سر البحيرة والمدينة المسحورة.. لتنتهي الحكاية بحل السحر عنهما.
[/size][/b]