mohamed مشرف منتدى الأدب العربي
عدد الرسائل : 63 العمر : 37 العمل/الترفيه : مرح مدينتك : سكيكدة نقاط التميز : 32 تاريخ التسجيل : 02/11/2008
| موضوع: حُب و عصافير لسهيل الشعار ...* قصص قصيرة * السبت ديسمبر 06, 2008 5:53 pm | |
| وعـود
بإمكانكِ أن تأتي...
ولو ساعة واحدة...
سنشرب القهوة التي صنعتها لكِ بنفسي، وربما أشياء أخرى... وسنتحدث عن كل شيء تحبينه أو بعض المواضيع المتعلقة بالحب والمستقبل البعيد، البعيد... المهم أن تأتي قبل أن تبرد القهوة، وربما يبرد قلبي الحزين، الحزين جداً.
ألم تقولي أنك أحببت سذاجتي، وضحكتي الطفولية، ولون عيني؟ إذن يجب أن تأتي، لأنني كتبتُ عن عينيك الحالمتين قصيدة. وفي أعلاها تماماً ستقرئين هذه الجملة:
إليكِ.. مع قلبي الحزين.
وفي لحظة ما، ستسألين عن سر حزني المزمن، وعن كآبتي المدفونة داخل عيني منذ عدة قرون... وربما قبل أن أجيء إلى هذا العالم الكبير..
عندها... سأمسك يدك الناعمة، التي تشبه لون العاج، وسأقودك إلى طاولتي الخشبية القديمة، أسحب كرسياً وأقدّمه لك:
تفضلي يا حلوتي.
وبعد ذلك، سنشرب القهوة، التي كانت تنتظر، وستعودين لتسألين مرة أخرى:
صحيح... لم تقل لي، لماذا أنت حزين!؟
وقتها سأضحك... سأضحك حتى تدمع عيناي وربما سأقول:
لا تخافي، حزني لن يدوم طويلاً.
ثم سأرفع فنجان القهوة متابعاً:
في صحتكِ يا جميلتي... في صحتك...
إنما لست متأكداً من تصرّفي ذلك... لأنني خائف من أن تنتابني تلك النوبة، نوبة من البكاء المرير، على أشياء مضت، وربما ستأتي.
أو أنني بدلاً من كل ذلك، سوف أنظر في عينيكِ الجميلتين قائلاً:
اسمعي... سوف أخبرك حكاية.
-عن ماذا؟
-عن ليلى والذئب.
وربما ستجلسين صامتة كالأطفال، بانتظار سماع الحكاية.
أجل...
سأخبرك عن ليلى التي أحبت الذئب، ووقعت في غرامه، حتى أنها تآمرت ذات ليلة مع حبيبها، على جدتها العجوز.
قال الذئب ذات يوم:
-أنا جائع يا ليلى!؟
فنظرت ليلى إلى عينيه القاسيتين، ثم صاحت فجأة:
لا تسمعني مرة ثانية هذا الكلام!
-لكنني جائع، جائع جداً.
قالت ليلى بعد تفكير قصير:
ما رأيك أن تأكل جدتي، فهي عجوز، وأنا بعد أن أصبحت صبية، لم أعد أحبها، ولا أحب سماع قصصها وخرافاتها.
ففرح الذئب ورقص حول ليلى كأنه في عرس...
تسللت ليلى وسط العتمة، لتفتح الباب لحبيبها...
دخل الذئب وشرع يتشمم الزوايا...
-أين جدتك يا ليلى!؟ أين هي!؟
همست ليلى:
ابحث عنها وستجدها.
وبعد قليل انقض الذئب الجائع بأنيابه على الجدة التي لم تستطع المقاومة.
لكن الذئب أمسك ليلى بغضب وصاح:
لقد سخرت مني يا ليلى، جدتك عجوز جداً ولا يوجد عليها لحم كثير!
حاولت ليلى الهرب... إنما الذئب هجم عليها وغرس أنيابه الحادة في لحم عنقها الطري.
-لماذا لا تأتين الآن...؟
فربما سأخبرك حكاية أخرى... المهم أن تأتي... ألم تقولي أنك أحببت سذاجتي، وضحكتي الطفولية، ولون عيني... ألم تقولي ذلك!؟ | |
|