[size=21]الموجز
ليسَ في النّاسِ أمانْ
ليسَ للنّاسِ أمانْ
نِصفُهمْ يَعْملُ شرطيّـاً لدى الحاكمِ
.. والنصفُ مُـدَانْ !
===================
ما قبل البداية
كُنتُ في ( الرّحـْمِ ) حزينـاً
دونَ أنْ أعرِفَ للأحـزانِ أدنى سَبَبِ !
لم أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ أُمّـي
لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي
لمْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي !
آهِ .. لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري
كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي ( حَبْـلَ سِـرّي )
كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّـي غَضَـبي
خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي
خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَـنِ المُغتَرِبِ
خَوْفَ أنْ تَحْـبَلَ مِن بَعْـدي بِغَيْري
ثُـمّ يغـدو - دونَ ذنبٍ -
عَرَبيـّاً .. في بِلادِ العَرَبِ !
===================
علامة الموت
يومَ ميلادي
تَعَلَّقْتُ بأجراسِ البُكاءْ
فأفاقَتْ حُزَمُ الوردِ , على صوتي ،
وفَزَّتْ في ظَلامِ البيتِ أسرابُ الضِياءْ
وتداعى الأصدقاءْ
يَتَقَصَّوْنَ الخَبَرْ
ثُمّ لـَمَّا عَلِموا أنّي ذَكَرْ
أجهشوا .. بالضحكِ ,
قالوا لأبي ساعةَ تقديمِ التهاني :
يا لَـهَا من كبرياءْ
صوتُهُ جاوزَ أعنانَ السَماءْ
عَظَّمَ اللهُ لكَ الأجْرَ
على قَدْرِ البلاءْ !
===================
الختان
ألبَسـوني بُرْدَةً شَفّافـَةً
يَومَ الخِتانْ .
ثُمّ كانْ
بَـدْءُ تاريـخِ الهَـوانْ !
شَفّـتِ البُردةُ عَـنْ سِـرّي ،
وفي بِضْـعِ ثَوانْ
ذَبَحـوا سِـرّي .
وسـالَ الدّمُ في حِجْـري
فَقـامَ الصَّـوتُ مِـن كُلِّ مَكانْ :
أَلفَ مَبروكٍ
.. وعُقبى لِلّسـانْ !
===================
توبة
صاحبي كانَ يُصَلِّي
- دونَ ترخيصٍ -
ويتلو بعضَ آياتِ الكتابْ .
كانَ طفلاً
ولذا لم يَتَعرَّضْ للعقابْ .
فلقد عَزَّرَهُ القاضي
.. وتاب !
===================
مرسوم
نحنُ لسنا فُقَراءْ
بَلَغَتْ ثَروتُنا مليونَ فَقْرٍ
وغدا الفَقْرُ لدى أمثالِنا
وصفاً جديداً للثَّراءْ !
وَحْدَهُ الفقرُ لدينا
كانَ أغنى الأغنياءْ !
* * *
بيتُنا كانَ عَرَاءْ
والشبابيكُ هواءٌ قارسٌ
والسقفُ ماءْ !
فشكونا أمرَنا عند وَليِّ الأمرِ
فأغْتَمَّ
ونادى الخُبَراءْ
وجميعَ الوزراءْ
وأُقِيمت نَدوةٌ واسعةٌ
نُوقِشَ فيها وَضْعُ ( إيرْلَنـدا )
وأنفُ ( الجيوكندا )
وفساتينُ ( أميلدا )
وقضايا ( هونو لولو )
وبطولاتُ جيوشِ الحُلفاءْ !
ثُمَّ بَعْدَ الأخْذِ و الرّدِّ
صباحاً وَمَسَاءْ
أصدرَ الحاكِمُ مرسوماً
بإلغاءِ الشتاءْ !
===================
ملحوظــة
ترَكَ اللّصُّ لنـا ملحوظَـةً
فَـوقَ الحَصيرْ
جاءَ فيها :
لَعَـنَ اللّهُ الأمـيرْ
لمْ يَـدَعْ شيئاً لنا نسْرِقَـهُ
.. إلاَّ الشّخـيرْ !
[/size]