رثاء الأندلس أبو البقاء الرندي و بصوت الشيخ عبد العزيز الحكمي
كاتب الموضوع
رسالة
المدير العام Admin
عدد الرسائل : 1435العمر : 43العمل/الترفيه : التجارة و الأنترنت مدينتك : سكيكدةجنسيتك : الجزائرنقاط التميز : 33172تاريخ التسجيل : 27/04/2008
موضوع: رثاء الأندلس أبو البقاء الرندي و بصوت الشيخ عبد العزيز الحكمي السبت يوليو 31, 2010 12:44 am
رثاء الأندلس أبو البقاء الرندي -------------------------------------------------------------------------------- لكل شيء إذا ما تم نقصان * فلا يُغرُ بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دولٌ * من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ وهذه الدار لا تُبقي على أحد * ولا يدوم على حال لها شانُ يمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ* إذا نبت مشرفيات وخرصان وينتضى كل سيف للفناء ولو * كان ابن ذي يزن والغمد غمدان أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ * وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ * وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ وأين ما حازه قارون من ذهب * وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ أتى على الكل أمر لا مرد له* حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا وصار ما كان من مُلك ومن مَلك * كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ دار الزمان على دارا وقاتله * وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ كأنما الصعب لم يسهل له سببُ * يومًا ولا مَلك الدنيا سليمان فجائع الدهر أنواع منوعة * وللزمان مسرات وأحزانُ وللحوادث سلوان يسهلها * وما لما حل بالإسلام سلوانُ دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له * هوى له أحدٌ وانهد نهلانُ أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ * حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ فاسأل بلنسيةَ ما شأنُ مرسيةً * وأين شاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ وأين قرطبةٌ دارُ العلوم فكم * من عالمٍ قد سما فيها له شانُ وأين حمصٌ وما تحويه من نزهٍ * ونهرها العذب فياض وملآنُ قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما * عسى البقاء إذا لم تبقى أركان تبكي الحنيفيةُ البيضاءُ من أسفٍ * كما بكى لفِراق الإلف هيمانُ على ديارٍ من الإسلام خالية*قد أقصرت ولها في الكفر عمرانُ حيث المساجدَ قد أضحتْ كنائسَ ما * فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ حتى المحاريبَ تبكي وهي جامدةٌ * حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ * إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ أعندكم نبأٌ من أهل أندلسٍ*فقد سرى بحديث القوم ركبانُ كم يستغيث بنا المستضعفون وهم*قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ * أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ تلك المصيبةُ أنْسَتْ ما تقدَّمها * وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ يا راكبين عتاقَ الخيلِ ضامرةً * كأنها في مجال السبقِ عقبانُ وحاملين سيوفَ الهندِ مرهقةُ * كأنها في ظلام النقع نيرانُ وراتعين وراء البحر في دعةٍ * لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ * فقد سرى بحديثِ القومِ ركبانُ كم يستغيث بنا المستضعفون وهم * قتلى وأسرى فما يهتز إنسان [/size]لماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ * وأنتمْ يا عباد الله إخوانُ ألا نفوسٌ أبيَّاتٌ لها هممٌ * أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهُمُ * أحال حالهمْ جورُ وطغيانُ بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم * واليومَ هم في بلاد الكفر عبدانُ فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ * عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ * لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ يا ربَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينهما * كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ * إذ طلعت كأنما ياقوتٌ ومرجانُ يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً * والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ * إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ
رثاء الأندلس أبو البقاء الرندي و بصوت الشيخ عبد العزيز الحكمي